Monday, December 10, 2007

محاولة للتجـ ـريد

كحبيب حقيقيّ:

حتى حين انتَخَبَنَا الفراقُ الفستقيّ لنكون شاهديه.. كوردٍ يقف على حافة الفُرقةِ يشاهد موتَ ساقِيهِ، كنتَ تغوصُ في كفيّ كذهني.. ذلك المخيط بكَ.. تختلج قطرات ملائكيتكَ وترتقي جناحاً تطيب له السماء.

الكثير من الألوان في روحي لك. كان صوتكَ كالبُراق حين مرضتُ. كنت تعالجني بالأشعار الطبيعية وتحدِّث لهفتي. كنت كريم الوجه.. كصبحٍ لا يهتم لإحراق ظلمة الليل بشجاعة. مفعماً بالبياض كنتَ، تندهش للعادات، للكلام والجلوس والحياة والطعام، تستعد لظهوري في يومك بالصلاة ً لله ويشق عليك أن أتنفس الياسمين المرسوم بفرشاة ملاكٍ عاديّ. تقول إنني كرائحة الجَنة لا يجب أن أتنازل هكذا. واليوم، حين أهم بحربٍ، أتذكر البسملة بنطقكَ فأشكركَ في سِرّي لمضيّكَ خطاً نحيفاً قطعني عني وعلّمني صلاة الجنازة عليَّ كل مرة.


كحبيبٍ أول..

ما هكذا ينبغي أن ترتب ملامحكَ في الصباح المتعَب وأنا أجاهد لأفسح نوراً لكفّي. تقوم من النوم متهيئاً لمصافحة يومكَ بحرارة. كانت لك حدودٌ أكثر في تعاملك مع الهواء، تفرض عليه كلمتكَ ولا تتراجع. كنتَ تتوكأ على اندهاشتي المقتولة في سؤالي المقطوع “لماذا أحبكَ؟” لتؤكدكَ حقيقةً في جوفي. تملك عيوني المحرمة على الجميع كنتَ وتلمح لوني الباهت، فتمسك كفي وتمضى بي عمراً مموجاً أدوخ فيه كقلبي وأنا مغمضة التوهج إلا منكَ. ما هكذا ينبغي لقلبك أن يستلقي وأنا مريضة أتقيأ قلبي.

ربما تتذوق الآن على مهلٍ أول موعدٍ عرفتَه أبيض بيننا. ما هكذا ينبغي لعينيك أن تغفلا وكنتُ مطبوعة على جفنيكَ. كنتَ تخشى أن ينطبق جفنك الحار عليّ فأتكسر. كيف ترتضي الآن أن ينقبض صدري مع كل رمشين يلتقيان وضوحاً. لم تعد تغوص في صوتي ولا تتهيأ لي قادمة من طرف الأفق كسهم الخلاص.


كحبيب كان سيكون:

آخر ما كتبتَ لي كان دماً. كان حوائط سجنكَ وثيقة إثبات حضوري للحياة. ربما لا شيء آخر يثبتُني سوى تمسّكي بكفِّكَ السوداء وتفتت عمودي الفقريّ إثر غيابكَ. كنتَ ترسمني على الجدر بأصابعّكَ الغامضة الخَط ولهجتكَ الملفوفة الأطراف قسوةً، لكن عمق النحت في الجدار وصل لوجعي كرعشة عصب الضرس إذ يذبحونه. صوتكَ مبحوح بغرابة استنشاق ضفدعٍ كنتُ أقول. لكنني كنتُ أحسدك عليه حين تتحدث. تنطقني كنتَ كالصلاة التائبة. تتوسد عيناي لوجعكَ فتضحك. ما أجمل ضحكتك حين “كنتَ”. الآن تضحك أيضاً.. تضحك.

دربتني على عد البلاطات التي أمحو حدودها زحفاً إليك. كيف انحنى وهج انتمائك لوجهي.. فصرتَ تضحك وتنتخب لي من يصلح لحب؟ كان لكَ انتماء للمساكين. طوبي للمتكسرين لو بَقَوْهُم.. أصبحت أنا كسْراً في كسْر.


كحبيب يقذف خلف زفراتي وروداً ويسبح عائداً:

كنتَ تملأ ساعديكَ حولي بهجة لو أقدمتُ على تلفيق التهمة لغير سعادة. تلفني كطفل مبتسر بحنان يزهو. ما الذي جعل لك جناحاً ثالثاً خرّب زوايا حلمي معك؟ ماذا قرأت في غيابي تراك؟ ماذا أكلتَ لتغدو طويلاً كنخلة لا تطال ولا تنحني أبداً؟ قرأتني بيتاً من الشعر أخافه.. قرأته على قبر صوتي المضموم بخوفٍ على آخر طرفٍ لحلم أردتُه أنا وخربتَه أنتَ. ما هكذا ينبغي.


كحبيب أحتاج نبرة صوته لأفتح الخزانة:

هل تحتاج كل ذلك النقر؟ أنا شاخصة الروح في وحدتنا، أتصبب شروخاً، تداعبني الحياة بأنيابها وبك، وأنت تصيب الجميع بالتماع إثر وجودك إلاي. لماذا يتكرر انقباضي به/ بكَ/ إذن؟

انقباضي بـ”لا” بك ..

يا موجوداً إلا كثير