Tuesday, September 29, 2009

متتاليات لا تغلق الدائرة

..
ربَّما لأنني أحبّك
ربَّما لأنكَ آخرُ حب
ربمَّا لأنكَ من تهجَّى معي أسماءَ اللهِ وصفاته
ربمَّا لأنكَ أصدقُ حُب
ربَّما لأنني أكرهُني - حين أكرهني - لأجلك
ربَّما لأنكَ الباكي عليَّ ومِنِّي
ربَّما لأنَّني لَويْتُ ذِراعي وقلبِي طويلًا قَبلك
ربَّما لأنَّكَ أسْندتَ لُهاثي
ربَّما لأنَّني تعبتُ
ربَّما لأنَّني شريرة
ربَّما لأنكَ طيب
ربَّما لِخَوفٍ في الأعالي كالسحاب
ربَّما لِضِيقٍ مُعمِّرٍ لا يموت
ربَّما لضحالةِ الصبرِ وسوادِه
ربَّما لمرارةِ القهرِ الصنوبريّ
ربَّما لمكواةِ العشقِ السائلةِ على فمي
ربَّما لتدنّي الحياةِ تحت ركبتيّ
ربَّما لأنني غاضبةٌ كموْت
ربَّما لأنني أتدللُ كسَمَكَة
ربَّما لأنكَ تجعلُني كذلك
ربَّما لأنَّني بالأصلِ هكذا
ربَّما لكَوْنِكَ عارفٌ بي
ربَّما لأنكَ لم تكن عارفًا قبلي
ربَّما لأنكَ لا تفهمني أبدا
ربَّما لأنكَ تصبر عليّ
ربَّما لأنَّني أدَعَكُ حُبَّكَ بين أصابعي
ربَّما لأن بطنِي تُوجِعني دائما
أو لأنك تدمعُ كثيرا كطِفلٍ حزين
ربَّما لأنني أعشقُ المِلح
ربَّما لأنني أرهبُ الماء
ربَّما لأنني مجنونة
ربَّما لأنني لمستُ السماء
ربَّما لأنني خلُصْتُ من أيدي الهواء
ربَّما لأنك أمس احتضنتَ وجهي بقوة
ربَّما لأنني شربتُ فناجين قهوة ثلاثة
لأنك منشغلٌ
لأني أموتُ
لأنك صامتٌ
لأنك لا تشربُ الشاي
لأنك تغارُ
لأنك قريبٌ
لأنك ضحوكٌ
لأنك كبيرٌ
لأنك قليلٌ
لأنك بسيطٌ
لأنك عجيبٌ
لأنك مناضلٌ
لأنك يئوسٌ
لأنك جميلٌ
لأنك عزيزٌ
لأنك تربّتُ
لأنك تعلِّمُ
لأنك تحاسبُ
لأنك تغامرُ
لأنك تخافُ
لأنك لا تخافُ
لأني غريبةٌ
لأني شقيَّةٌ
لأني ذكيةٌ
لأني مريضةٌ
لأني عشقتك
لأني جميلةٌ
لأني نخلةٌ
لأني وحيدةٌ
لأني عجولةٌ
لأني ضعيفةٌ
لأني قصيرةٌ
لأني جديدةٌ
لأني سحابةٌ
لأني بصيرةٌ
لأني لا أرى
لأني هزيلةٌ
لأني بعيدةٌ
لأني أحبُ
لأني غاضِبةٌ من العالمين
لأني أسبُّ
لأني أدورُ
لأني أقع
لأني أصبحتُ اثنتين لأجلك
-كلتاهما تكره الأخرى-
لأني أذوبُ
لأني أدقُّ
لأنكَ تسمعُ!
لأني صموتةٌ
لأني أكتبُ حين أغضبُ
لأني أصرخ بعد الموتِ
لأني أهذي
لأني أسقطُ
لأني أشرقُ
لأني أسرق
لكني أتوب!
لأني بذور
لأني خروجٌ
لأني جلوس
لأني أقف
لأن ظهري يؤلمني بالوقوفِ
يؤلمني بالجلوسِ
يؤلمني في النومِ
يؤلمني في الحُلمِ
يؤلمني في الحبِ
يؤلمني في الخوفِ
لأنك تؤلمني
لأنك تحييني
لأنك تُضعفني
لأنك تقسمني
لأنك تلصقني ثانيةً بقُبلةٍ على رأسي

ربَّما لأنني أحبكَ
ربَّما لأنكَ آخر حب !

Sunday, September 27, 2009

فتفوتة حِلم

..

.


لسه نِفسي فـ مركب صغيّرة بـ شراع
نركبه سوا
فـ المغربية


..

!

Saturday, September 19, 2009

أوّل عيـــ ـــد


أول مرة ماما ماتوجهنيش
ولا تقوللي ابتدي منين ف الشقة بالضبط
دوري ايه انهاردة
المطبخ ولا الصالة ولا النوم ......

أول مرة ماتوقعش تقوللي اني سِبت حاجة ماعملتهاش انا ودنيا
أو نسينا - كالعادة قصدًا- فوق التلاجات اللي مرصوص فوقهم ميت حاجة ولازم يتروق كويس
ويتشال المفارش بتاعتهم وتتغسل
ويتنشّروا
عشان يترص فوقهم تاني الفوانيس والفازات اللي مالهاش مكان
غير فوق التلاجتين !

أول مرة أقرر أفرش ايه للسرير
واظبّط وقتي كويس
عشان ورايا سجاجيد
وشقة
وأكل يتعمل

أول مرة لوحدي افتكر اني عايزة اجيب بالونات
عشان البيت ينور

أول مرة !

وأول مرة أحس اني مسؤولة أوي
خايفة اوي
ومنطلقة اوي
وف نفس الوقت
مش خايفة خالص

خايفة عشان باخد قراراتي لوحدي
ومش خايفة عشان قراراتي ماحدش هيعلق عليها
قراراتي ليا وعليا حلوة او وحشة
فخايفة منها
ومش خايفة من حد
غيري
..

ع الجانب الاخر
انا معايا أغلى ما اتمنيت الاقي ف حياتي
طول عمري
أول عيد قلبي حاسس بسكينة وهدوء
مش خايفة
مش مستنية حد
مش محتاجة لحد -تاني-
مش بادوّر
مرتاحة البال معاه

..

أول عيد يبتدي وانا محتارة
حاسة اني ف عنق زجاجة حقيقي
انا كويسة ولا لأ؟
اشتغل ولا استنى؟
محتاجة أعيد تفكيري ف ميت حاجة ف نفسي
مهاراتي
مبادئي أحيانا
اسلوبي مع الناس
احتياجاتي
أسلوب كلامي وحياتي وعلاقاتي
أول مرة ألمس حتت معينة بتنور ف قلبي
وحتت تانية اللُمَض بتاعتها ضربت
محتاجة بشكل فوري تتغير

..


رمضان "كان" حلو
عشان صبامه كان متعة
فاكرة اوي ان كل يوم ابقى هاموت من العطش بالنهار
وتقريبا باجوع
لكن قرب المغرب الحال بيبقى غيره
واقول ف سري لو يتمد المغرب شوية
لسه بدري يا صيام
في متعة بجد ف قرصة الجوع وعضة العطش

لكن كنت خايبة ف حاجات تانية
عباداتي مثلا
يا ترى الاحساس لو عالي اوي يغني عن عبادات؟؟
مش عارفة !

..


عايزة افكر ف حاجات كتير اوي
عايزة اكتب ف حاجات اكتر
عايزة ارتاح اكتر من ده كله
بس مش عارفة ابتدي منين

..

بكرة هاجيب الكحك :)
ان شاء الله
..

عيد "جديد" جدا

Thursday, September 3, 2009

يصنعُ لي فانوسًا أخضرَ




مُلوَّنٌ كأوراقِ السماء
شاهقُ البَياضِ كالنعام
مبتهجٌ كعادتِه
وأنا..
كعادتي أيضًا
منزويةٌ في فرْحي وضيقي على السواء
كقشّةٍ
تجلس تحت جَناح مائدة الطعام
-خشيةَ أن تُرَى-
لا أحدَ يُبصرُ رغباتي المتناثرةَ على جدارِ وجهي
لامتلاكِ فانوسٍ نُحاسيّ

فانوسٌ
قادرٌ على جذبِ فتيلِ القلوب
لا أحدَ يُقدّر كِبرَ سنِّي
انكسارَ عدساتي المستطيلة
ذرّاتِ روحي القابلةِ للانشطارِ
آمالي القِزمة
جدًا
وعلاماتِ كراساتي القديمة
المادحة للفتاة..
الصغيرة
الجميلة
القديمة

لا أحد يلحظني كل عامٍ أكبُرُ
والباقي منِّي يستتر خجلًا
كل عامٍ..
خالتي تكمل لأنفاسها
-ولنا-
أركانَ الحياة
بالشرائطِ الشفافةِ الناقلةِ لعدوى النوم
بعروسةٍ جديدةٍ تأتي
بلفّة قمر الدين تأتي
بقرصةِ حُبٍ تأتي
وترحل
ويرحلُ موسم الفانوس المضيء
-المُطفَأ-
وأنا أنتظرُ بركنِ الشارعِ الصديء
الفانوسَ الجديدَ
ذلك الذي امتلكتْه أميراتُ الحكايا المتعرِّقَة

أنا..
آخرُ أميراتِ المَدار الأسود
أُولاهن تَعلّقًا بسحاباتِ البكاء
أكثرهن سيرًا على عينيها
في سبيلِ نهاية غير سيئةٍ
- على الأقل-
مثلهن!

في العامِ الماضي
كان المالُ يتهرّبُ
كفراشاتِ البحر
وكنتَ منشغلًا بفيزياء الشقة الملوّنة
عُمَّال الأثاثِ الثائرين على زهدِ نيوتن في تفاحةِ الحياة
أخبارِ من أحبَّ قبلكَ
وبي
كنتَ منشغلًا بي
- عن خيوطي المشغولةِ حولي-
والفانوس السنويُّ
"لا ينتظر أحداً"

يا حبيبي
أعرف أنكَ ريشةُ يمامةٍ أمٍ
تعشق

ترُوح لتطعمني انطلاقكَ
وتعودُ بقبضةِ هواءٍ تُطيِّر حشراتِ العُش
وتُنعشني
وتعرفُ
أنني شمعةُ الفانوسِ النحاسيِّ الواحدةِ
وحدكَ تعرف ذلك
والجميع يبحثن عن الشمعةِ
-عني-
ولا يعرفن أنني هي
"فاحمد الله أنني لك"

في العام الماضي
لم يستطعْ قلبكَ أن يخلقَ لشمعتكَ بيتها
الممتلئ بالزجاجِ والبلاستيكِ على غير هدى
الملوَّنِ بكفِّ طفلٍ شرِهٍ لجمعِ الفراشات
بفراغاتٍ مرسومةٍ
وضياءاتٍ تنتزعُ من جَنبِكَ مرارة صوتي وهو يتمزق
ووجاهة الليل القاتمة
ولم يأت الفانوسُ/ البيت
ووعدتني بآخر في الدورةِ المقبلة
وعاد أيامُ السخرية مِنِّي ومنك ومن خالتي
والورق يُسخَطُ بين أيدينا معادنَ
وبكَ وحدكَ معي/
وبي وحديَ معك

هذا العام أطول من بالِكَ
أوضح من كُحل الشمس
وأجرأ من النمل المثابر
هذا العام
تصنعُ لي فانوسًا
من كارتونٍ أبيض
ترتفع كفّه لتلعق إصبع السماء الحقيقية
وتنفتح فجواته الورقية عن جهدكَ المتعرقِ زهدا
وتستعدُ ذراعاي لاحتضانه
فقط..
حين تنفخ فيه من روحك

..

ِِ