Tuesday, September 25, 2012

يرقصان

ليس مثلها
يقفز كثيرًا في مكانه ويحدِث جلبة
فتطير الستائر والملاءات
يحرّك أصابعه وكأنه يشير
فتضحك القطة على الحائط
يلف جسده ويخفي وجهه بيديه
فأقول أرني نظرة عينيكَ
يرفع قدمه عاليًا جدًا
فيلمس ضلوع الصدر السفلى
وهناك
تحت صدري يستقر طويلًا
فأبتلع ريقي المغلق وأقول
برفقٍ يا حبيبي
بهدوء

تقترب رقية كل فترةٍ لحدثه هو.. تقولُ:
أين الكرة التي وعدتني بها؟
فأخبرُها أنها هناك بالداخل معه
يلهو بها قليلًا كي لا يملّ البقاء

رقيةُ كانت ترقصُ التانجو بالداخل
كانت تدبدب برفقٍ
كنتُ أشعر بذيل فستانها وهو يرتفعُ
يطير في جوفي وهي تلف وتدور
رقية خرجت لتصرَّ على عشقِ التربيت بقديمها على الأرض
تفتت أحشاء القلب برقصاتها المدهشة
ترقصُ
رقصات الغابة الإفريقية دون أن تشاهدها
وتذكِّرنا بفيلم "Happy Feet"
البطريق الصغير خرجَ من البيضة ليرقص بأطرافه وقلبه الصغير
يقولُ أحبُّ برقصة
يقول أنا غاضبٌ برقصة

رقيةُ تعلمت رقص الباليه منذ أيام
ترفع ساقها القصيرة
وتستندُ إلى طرَف الكرسيّ
وتقولُ "للالالالالالااا"
بصوتها الخفيف

يَحيَى يدبدب كخافقي الـ طبول
أغنيات الراب تناسبه أكثر
يتثاءبُ
فيفرد ذراعيه في جنبيّ
فأتسعُ
يرجُفُ جسده من أثر الموسيقى السريعة
ينفعلُ..
فيخبطُ رأسَه في روحي ويلسعني بأنامله
أقول "آه"..  فتأتي رقيةُ مندهشة
تقولُ:
"على مهلٍ يا يحيى"
و"أين الكرة التي وعدتَني بها؟"

أسندُ ظهري للمخدةِ العالية
وأنظر لرقية تحدّثُ دُميتها الصامتة
تحملُ معها الدمية الألعاب
تأكل معها طعامها
وتعلّمها كيف تربّتُ عليها حين تسقط
أغمض عينيّ وأقول:
غذًا يربتُ عليكِ يَحيَى
غدًا لا نحتاج ذراعي الدمية لنلعب فتّحي يا وردة
غذًا تشتركان في تمشيط شعري وتوجعان رأسي
غذًا أقول صار عندي عصفوران
يحملان قلبي ويعيدانه مطرحه

..