..
أمِّي
امرأةٌ جميلة
لها صورةٌ قديمة مبهرة
تُشعرني بمدى قُبح فتيات هذا الجيلِ
مقارنةً بأمي
تأخذ لإفطارها بقايا أصابعنا التي نسيناها
لتصنع لنا آخر اليوم سكّرًا
في صينية ملحمية
كبيرة
تحفر كل يومٍ تجاعيد جديدة في وجهها
ودوالٍ أوضح في ساقيها
وتمضغ على مهلٍ صباحاتنا المشتعلة
تخبرها العصفورة
-حين نعود من المدرسة-
ماذا فعلنا
وأين تركنا باقي اصابعها التي وضعتها في شطائر لنا
ونصدّق أن الله أوجدَ لها عصفورة كهدهد سليمان
وكاميرا رقمية حديثة
تشاهد أمعاءنا بها
لابدّ أنها شاهدتني ذلك اليوم
والولد الجميل يتحدثُ إليَّ في حصةِ الرسم
إذا واجهتني بالأمر
سأقول لها إنه هو الذي عرضَ عليَّ قلمَه الذي ينثني لأجربه
أمِّي
أجمل امرأةٍ تصنع الكشري
وتلفُّ ورق العنب حول الحياة
لتعود به إلينا بعد نقاشاتٍ عديدةٍ
أخضر كما كان على كتف أمه الشجرة العنب
هي..
تنفخُ في أحلامنا ليلًا
فنقوم بقاماتٍ أطول
وملابس أنظف
وعصافير ترتب ملاءاتنا حين نذهبُ لنلبسَ جواربنا الضيقة
وهي..
أروع امرأةٍ تضحك معها
لأسباب كثيرة
وحتى..
بدون سببٍ واضح
وهي أكثر امرأة يقدر الحزن عليها
فتطبق عينيكَ عنها
حين تتألم
تتمنى..
أن تشتري لها دكّان حلوى بأكمله
حين تجد في عينيها رغبةٍ في الاحتراق بفلفل الشيبسي الأحمر
لأنكَ..
تتمنى أن تجدها تتمنى
ولأنها..
ليست النوع الذي يتمنى كثيرًا
دون أن تزاحمه العصافير في قضم العشب من فمه
تريدُ..
أن تحدق بعينيها أكثر
لتفهم..
كيف عاشت عمرها
ممسكةً بسقفِ بيتٍ كبير
عساه لا يتثاءبُ
والصغار نائمين
أذكر الفول المدمّس
يشتهي بسملتها التي تسوّيه
وهي تقلّبه بيدٍ
وتعصر ليمونتها الباسمة على وجهه
كي يبقى لنا فاتحًا صدره ولونه
وبقايا أصابعها التي لا تنتهي أبدًا
أمِّي
امرأةٌ لا تنتشر في الهواء
-رغم إنها عطرةٌ للغاية-
ولا تذوب في الماء رغم إنها أحلى من مكعّبات السكّر الصغيرة
أمي وركبتاها المتعبتان دائمًا
تصنعان من بقايا زينة العام الماضي
عيدًا
ومن السجاجيدِ عصافير تنقر الأرضَ
ومن طعامنا مسرحيةً تضحكُ بطوننا فتهتز بشدة
لا أدري إن كنتُ أستطيع أن آخذ منها أكثر من
وجع ركبتيها
وصورتها القديمة
..
امرأةٌ جميلة
لها صورةٌ قديمة مبهرة
تُشعرني بمدى قُبح فتيات هذا الجيلِ
مقارنةً بأمي
تأخذ لإفطارها بقايا أصابعنا التي نسيناها
لتصنع لنا آخر اليوم سكّرًا
في صينية ملحمية
كبيرة
تحفر كل يومٍ تجاعيد جديدة في وجهها
ودوالٍ أوضح في ساقيها
وتمضغ على مهلٍ صباحاتنا المشتعلة
تخبرها العصفورة
-حين نعود من المدرسة-
ماذا فعلنا
وأين تركنا باقي اصابعها التي وضعتها في شطائر لنا
ونصدّق أن الله أوجدَ لها عصفورة كهدهد سليمان
وكاميرا رقمية حديثة
تشاهد أمعاءنا بها
لابدّ أنها شاهدتني ذلك اليوم
والولد الجميل يتحدثُ إليَّ في حصةِ الرسم
إذا واجهتني بالأمر
سأقول لها إنه هو الذي عرضَ عليَّ قلمَه الذي ينثني لأجربه
أمِّي
أجمل امرأةٍ تصنع الكشري
وتلفُّ ورق العنب حول الحياة
لتعود به إلينا بعد نقاشاتٍ عديدةٍ
أخضر كما كان على كتف أمه الشجرة العنب
هي..
تنفخُ في أحلامنا ليلًا
فنقوم بقاماتٍ أطول
وملابس أنظف
وعصافير ترتب ملاءاتنا حين نذهبُ لنلبسَ جواربنا الضيقة
وهي..
أروع امرأةٍ تضحك معها
لأسباب كثيرة
وحتى..
بدون سببٍ واضح
وهي أكثر امرأة يقدر الحزن عليها
فتطبق عينيكَ عنها
حين تتألم
تتمنى..
أن تشتري لها دكّان حلوى بأكمله
حين تجد في عينيها رغبةٍ في الاحتراق بفلفل الشيبسي الأحمر
لأنكَ..
تتمنى أن تجدها تتمنى
ولأنها..
ليست النوع الذي يتمنى كثيرًا
دون أن تزاحمه العصافير في قضم العشب من فمه
تريدُ..
أن تحدق بعينيها أكثر
لتفهم..
كيف عاشت عمرها
ممسكةً بسقفِ بيتٍ كبير
عساه لا يتثاءبُ
والصغار نائمين
أذكر الفول المدمّس
يشتهي بسملتها التي تسوّيه
وهي تقلّبه بيدٍ
وتعصر ليمونتها الباسمة على وجهه
كي يبقى لنا فاتحًا صدره ولونه
وبقايا أصابعها التي لا تنتهي أبدًا
أمِّي
امرأةٌ لا تنتشر في الهواء
-رغم إنها عطرةٌ للغاية-
ولا تذوب في الماء رغم إنها أحلى من مكعّبات السكّر الصغيرة
أمي وركبتاها المتعبتان دائمًا
تصنعان من بقايا زينة العام الماضي
عيدًا
ومن السجاجيدِ عصافير تنقر الأرضَ
ومن طعامنا مسرحيةً تضحكُ بطوننا فتهتز بشدة
لا أدري إن كنتُ أستطيع أن آخذ منها أكثر من
وجع ركبتيها
وصورتها القديمة
..