Tuesday, April 5, 2011

سقفُ حجرةٍ لم يتلوّن بعد

كائنٌ ضئيلٌ طازج

ملقى على الأرض

يضع ما يشبه الأصابعَ فيما يشبه فمه

يصدر صريرًا عاليًا

ينفخ في أصابعه مع فقاعات رقيقه

فيخرج للعالم صوتًا آخر كالوخز

يصمتُ للحظات

ويحرك فكه كمن يمضغ قطعة لحمٍ يصعب ابتلاعُها كما هي

ويصوّب أحاسيسي به ناحية وجهي



:أناديها

-رقية

لا تلتفتُ

-رقية

تحرك جفنيها

تنهج للحظة

مثلي تمامًا-

وتصمت



حجمها الصغير

طولها الذي لا يتعدى السنتيمترات الخمسين

وتقول الطبيبة أنها أطول مما تبدو عليه

رقبتُها التي لا تظهر أمام الغرباء

ذراعاها المفرودتان كجناجي بجعة قوية

ورغم ذلك لا تطولان إلا قلبي

عيناها الجميلتان بلون الاختلاف

تبصران كل شيء

ولا أصدقهما

هل تبصران يا قطعتي الحلوى؟

يا نقطتي التِرتِر

يا خفقتيْ روحي؟



لا أصدق أنها هي

لا أصدق أنها جاءت

أنها كانت

أنها أنا

لا أصدق أنها بهذا النقاء/ العلوّ/ البراعة

لا أصدق أنني أخرجت من جسدي روحًا معبّقة بالحياة

تقدر على الحياة على صعوبتها !



عمري الذي ينفد مني ويستخلص لنفسه شكلًا آخر ليبقى

هو.. هي



وهي

لا زالت تنظر للسقف المرشوش بالبياض

ﻷنني لم أرِد تلوين الحجرة

لكي أملك

-يومًا-

أن ألونه بلون عينيها

والآن أنا في مشكلة

ﻷنني لم أتعرف إلى الآن لونهما الجديد