زمان
كنت أظنني سأصبح شيئًا آخر
أصبح مثل كرمان مثلًا
بنفس نبرات صوتها التي لم أسمعها
وهزّتني مع ذلك
ربما في وجهها شيئ ألفتُه
أو تمنيتُه
أو حبستُ كتمانًا داخله وذهبت أتمشّى
ربما كنت سأصبح رجلًا لا يخاف الصراصير على حائط البيت
ينهرها فتسقط من فوق بنطاله
لا يخشى دخولها ملابسه
يقتلها ويدعكها في الأرض ولا يقول "يع"
ربما كنت سأصبح ناشطة نشيطة
لا تظهر في البرامج متأنقة
تربط حجابها على عَجَلة
ولا تهتم بوضع بعض المساحيق الخافتة
أو مسافرةً بين بلدٍ وأخرى
بلاد غير مشهورة
بلاد أسماؤها لا تدل على موقعها على الأطلس المتهدل
أتنقل بين الأماكن خافتة الضوء
أتنقل بين الأحبة والهتافات
وأرسم لي في كل ركنٍ عينًا أو وردة
ربما كنت سأغدو ممثلة عن بلادي التي تقف دائمًا على قدم واحدة
أقول بصوتٍ عالٍ أين رجال الدنيا ليقوموا عن بلادي بركل الضباب والخوف وأشباه الرجال
ربما كنت سأغدو كاتبةً تكتب بجرأة
تُعتقل ولا تتهذب آراؤها المعادية لساميّتها
أو ممثلة لدورٍ قوي في فيلم تسجيلي
يقطّع الناس وجناتهم من الحزن عليه
أو عازفة جيتار أنيق تزهده وترحل نحو الشرق الذي حكوا لي عنه في المدرسة
عن التوابل التي تُدقّ
-ولا نعرفها إلا من قناة فتافيت-
والحرير الدافئ
والعيون الواسعة السوداء
ﻷتعلم العود والقانون ثم أغدو درويشةً أصلها غربيّ
تمسك عيدان البخور وتدق على العود ألحانًا شرقية يلفها حنين مهجور
ربما كنت سأدرس الطِب
أبحث عن الألم ﻷعيش
أو بائعة خضرٍ تلف عباءتها السوداء وتنادي بصوتٍ بحّه طول النداء
ففقد أنوثته
ربما لا يجب أن أنظر من خلالي لكل من مرّوا بقلبي
وأقول لم يكن عليّ أن أدعهم يمروا
ربما عليّ أن أصدق الرحيل
وأفتح على الجانب الآخر من وجهي بابًا للدخول
ﻷن حياةً أخرى
تتمناها أخرى
تدخل عليّ الآن ولم أقل لها بترحابٍ: أهلًا وسهلًا
كنت أظنني سأصبح شيئًا آخر
كنت أظنني سأصبح شيئًا آخر
أصبح مثل كرمان مثلًا
بنفس نبرات صوتها التي لم أسمعها
وهزّتني مع ذلك
ربما في وجهها شيئ ألفتُه
أو تمنيتُه
أو حبستُ كتمانًا داخله وذهبت أتمشّى
ربما كنت سأصبح رجلًا لا يخاف الصراصير على حائط البيت
ينهرها فتسقط من فوق بنطاله
لا يخشى دخولها ملابسه
يقتلها ويدعكها في الأرض ولا يقول "يع"
ربما كنت سأصبح ناشطة نشيطة
لا تظهر في البرامج متأنقة
تربط حجابها على عَجَلة
ولا تهتم بوضع بعض المساحيق الخافتة
أو مسافرةً بين بلدٍ وأخرى
بلاد غير مشهورة
بلاد أسماؤها لا تدل على موقعها على الأطلس المتهدل
أتنقل بين الأماكن خافتة الضوء
أتنقل بين الأحبة والهتافات
وأرسم لي في كل ركنٍ عينًا أو وردة
ربما كنت سأغدو ممثلة عن بلادي التي تقف دائمًا على قدم واحدة
أقول بصوتٍ عالٍ أين رجال الدنيا ليقوموا عن بلادي بركل الضباب والخوف وأشباه الرجال
ربما كنت سأغدو كاتبةً تكتب بجرأة
تُعتقل ولا تتهذب آراؤها المعادية لساميّتها
أو ممثلة لدورٍ قوي في فيلم تسجيلي
يقطّع الناس وجناتهم من الحزن عليه
أو عازفة جيتار أنيق تزهده وترحل نحو الشرق الذي حكوا لي عنه في المدرسة
عن التوابل التي تُدقّ
-ولا نعرفها إلا من قناة فتافيت-
والحرير الدافئ
والعيون الواسعة السوداء
ﻷتعلم العود والقانون ثم أغدو درويشةً أصلها غربيّ
تمسك عيدان البخور وتدق على العود ألحانًا شرقية يلفها حنين مهجور
ربما كنت سأدرس الطِب
أبحث عن الألم ﻷعيش
أو بائعة خضرٍ تلف عباءتها السوداء وتنادي بصوتٍ بحّه طول النداء
ففقد أنوثته
ربما لا يجب أن أنظر من خلالي لكل من مرّوا بقلبي
وأقول لم يكن عليّ أن أدعهم يمروا
ربما عليّ أن أصدق الرحيل
وأفتح على الجانب الآخر من وجهي بابًا للدخول
ﻷن حياةً أخرى
تتمناها أخرى
تدخل عليّ الآن ولم أقل لها بترحابٍ: أهلًا وسهلًا
كنت أظنني سأصبح شيئًا آخر