لماذا تخبئ الحكمة وجهها مني الآن ؟
..
هل
تخجل
في
تلك
اللحظة
بالذات؟
..
.
ضع كفك هنا
ضع كفك هنا
قرب بصماتي على الحائط
تحسس لحظاتي
هنا انزلاق للداخل
هنا تقوقعت الجراثيم في شكلِ حبّةٍ بوجهي المائيّ
كل يومٍ تآكل من خريطتي يحملق فيّ
يخضّ الدم في رأسي فأفقد طرائقَ النطقِ
والآن..
انهج مثلي..
بسرعة..
بسرعة..
عفِّر وجهكَ وانطلق رائعاً كـ مثلي أيضاً!
تذوق بطن كفكَ كما أفعل حين أقلق على مَهَل.
ربما أعاني وهماً ما..
خيبةً ما.
أعانيـ ـني ربما؟
..
هل تساءلتَ؟
هل جال بخاطركَ مرّةً أن ربما أغدو أنا لعنةَ هذا العصر؟
مدببة الرأس مثلاً..
صوتي ملوّنٌ أصقلته التجاربُ فصارَ غامقاً
يوحي يغموضٍ يأسركَ
يتقشر جلدي للداخلِ
عن فحمٍ يتحرك نحو المبكَى
ثم إنني لا أبكي..
فـ تسقط الحياة على وجهها فجأةً بين كفيَّ..
أنضج كحبّةِ يقطين بائسة.
..
..
..
هذه أول مرة أمر براحة يدي على ضحكتي
أستشعر تجاويفها العديدة
لو نظرت لأحدها فقط لتطلعتَ للغيب المنكفئ في روحي
ألا ترى كيف يعدّ العدّة لمواجهتي؟!
..
أنا لا أضحك.. كما الفرس
لا أجلس، لا أحب
-كمايَ-
لا أغني، ولا أدعم أحداً،ولا أشفى،
لا.. لا.. لا أعرف الفِعل حقيقةً.
لا أفعل!
أنا أُضحَك فقط
- ضُمّ الألف كثيراً واذكر ضحكي كثيراً وتعجب..
أنا أُفعَلُ فقط..
أنا زيت الفعل السائلِ على الأرض بحرقةٍ تؤذي.
..
هل تساءلتَ عني كيف أعدّ أصابعي كل ليلة
…!
هل تعرف إن كان حبل تعلقكَ لا يزال يعمل بدقة؟
هل يطقطق رائحاً غادياً باتزان؟
..
هل “تعرفـ”نـي جيداً؟
أنا أتآكلُ بعدم المعرفة..
لو عرفتَ جديداً..
خذ نصيبكَ من الثواب ملفوفاً على أصابعي كشرائطِ الأفراح..
وعلّمنيه
علّمني كيف أعرف..
أو علّمني كيف أتراجع عما عرفتُ بداهةً
ثوبُ العرسِ يحترف التداخل مع أحزان الأحداق،
فاخرق حدقتيْ الحياة
.
يا.. كل.. من.. أحبّ/ أحببتُ/ سأحب:
سامحكم الله، فأنا لا أسامحكم.
.
أنا خلاصة الكلام.
هل قلتُ لكَ ذلك؟
قلني، تغدو أسطورةَ النطق
.
.
قلني صمتاً.. يرشقكَ الحلمُ بتعاويذه
قلني صارخاً.. تنهال عليك المعابد القديمةُ طلباً لصوتكَ.
قلني دهاءً.. لأنني أصبحتُ سوداءَ جداً
..
..
أطير شفافةً كغياب
فأتخيل بخار الأنفاسِ أحداقاً تناسب مشاهدتي خلسةً
أرتطم بي وأنا أسبّ الجميع برونقٍ لا أتعجل ذوبانه
أطير كسطر الشعر المنكسر بلحظة حبٍ
تنتهي الصفحةُ لمحض عادةٍ
فأعاود المحاولة مرة أخرى وأنا أضع ساقاً على ساق
لكن حين تنكسر الساق التي هي تحت
ينقبض الصخر
ويفرطُ حبّاتَ قلبه حزناً على حزني
..
.
صوتي فَناء
حين أناديكَ
حاول أن تصمّ فتحاتِ العالم
لا تركض كالسراب
سِر هادئاً
أو طِر على عجل
.
الموتُ أسرع من رشّة الماء على وجنات زهر الـ لِيلِي
الموتُ أسرع من رشّة الماء على وجنات زهر الـ لِيلِي
هو يسيل
وهي “تزيل” عن الوردة تجمّلها الليْليّ
أحمّمُ أنا رأس الأرضِ النائم بين كفّيّ
علّها تشفى من حرارة الصدق
فأنا لا أريد أن أشفى من الكذب
..
وأنا أستطيع التنامي وحدي
أستطيع التطلع للفجر وحدي
أستطيع مطّ حزني لوحدي
ملاقاة الشمس بلا سترةٍ خارجية دعوةً للحنان المريض
..
.
أريد أن أحكي لك عنها
أريد أن أحكي لك عنها
مرّة ما ربما أشرب قدراً أكبر من السرقة
فأحكي ملهمةً بالخصال الجريئة
أحكي عن التي افتقدت كفّها
فأكلت ذراعها كاملاً
كي لا تتذكر الفقد كثيراً..
.
عن التي تمنتْ أن يدور الصداع حولها كالذباب المستفز
دون أن يقربها
تأخذ حذرها من عيون الجيران غير الملتصقة تماماً بوجوههم
وترقصَ على سلم البيت بقدمين وذراعٍ واحد.
.
أحكي لك عن كابوس الأطفال البيض
حين يحدثونها عن الأمومة
وعن الموئودة في رأسها
تشعر بالـ قتل العمد
.
أحكي عنها حين تقوم متعرقة كفتاة من صوف
تشعر بالصقيع التائه في زحمتها
هي قالت مرة أنها لم تعد ترغب في ستر
فتعرّت منها
..
هي قالت إنها تعلمتْ الزهو بالذمّ
فاستأذنتْ قبح الكلام قبل الدخول
هي غنّت بصوتٍ عالٍ يسمح بمرور الضوء من جنبيها
فتقلص الصوت
تمدد وجودها
وصارتْ سماءً أرضيةً
باتساع ابتسامتها تتنفس الأشياء
.
ثم إنها ادخرت النطق
وبلذة تذوقها على لسانها الجدب طويلاً
قالت .. “مفتاح”
ربما تخيلت فتحاً يأتيها؟!
.
ها قد انقضى زيتُها المعبأ
ففرغتْ
بقيتْ مغلقةً كالسماءات الرحبة
غير أنها ظلتْ صامتة
حين آمنتْ
أن الكلامَ كَبيرة
..
..