Saturday, December 12, 2009

عن البنتِ التي انشطرتْ كتلتيْن

لم أتخيلها يوماً تتعلق أطرافها بأطرافي. تمسك بي بـ كُلِّها.. لا أعرف إن كنتُ أنا أيضًا أمسك بها بـ كلِّي.

تحيط سرادقتاها العالية بشدة بي. – أتذكر إثر كلمتي السابقة آيةً من القرآن عن الجحيم وعذاباته -.

أدرك ..
نعم، أدرك جيدًا مدى انغماسي فيها، لكنها أعلى من مساحة إدراكي البشريّ السهل.

ربما كان ينبغي أن أصادف ذلك كله كله في زمن آخر.. أكون فيه أقدر على تعدّيها بكل الهلاميات الشاطرة للنفْس.

المهم أنني أعيشها و"الآن"

عرِّفوني على "الآن" هذا الذي يصرف ذهن الجميع ببراعةٍ عن الآتي!

هذه الفترة من الوقت التي تأكل الحياة كاملةً في جوفها وتضغط على أعناق الجميع لهاثًا للحاق بها قبل أن تنفد الكمية!


المهم كذلك أنني رغم انتحاراتي فيها يوميا.. لابد أنني بشكلٍ ما أستمتع بها !

لستُ وحدي طبعًا ..

تلك هي طبيعة البشر عموما.. امتزاج كل حلو بمُرٍ ينسخ في خلاياه متعة ما رغم الامتعاض الخارجي.



توضيح:

أصبحتُ الآن أكثر قدرة على السقوط/ الإحباط/ البكاء/ النوم/ الموت/ اليأس/ الصراخ – ذلك الذي تعلمته مؤخرا-/

القتل/ الزهد/ تعذيب النفس والآخرين/ الكراهية !

هذه مجرد أمثلة لما أعانيه تلك الفترة.. ممممممم.. ربما أنا الآن آخذ أولى خطوات العلاج.

المهم، أردتُ القول.. أنني أشعر بأخرى داخلي، تتجاذب أطراف الجدال معي كل حين، تتصيّد الأخطاء للآخرين تجاهي،

تزعجني بالغضب منهم، والصراخ في وجوههم وتفتيت أعصابهم بالندم والموت خوفا من أخطائهم الضحلة!

بعد حين.. تلك الآخرى أخذتني نحو سلم آخر,, أهبط فيه داخلي وأغضب منها.. تقنعني ببراعة أنني وان كنتُ قد أهدر حقا

لي، فأنا لابد المذنبة، وانا على كل حال السبب.. ثم إنني أصلا أستحق وكثير !

الواقع أنها استطاعت بجدارة أن تنحت في تكويني غضبا ما جاثما للأبدية التالية من نفسي.. تلك النفس التي أكاد أراها تحلّق

حولي وتقول في شماتة صفراء "لن تمسكيني.. أنا داخلك"


أعترف أنني فكرت مرّات أكثر من عدد أصابع يدي وقدميّ أن أدخل إليها وأذبحها على رؤوس عيني.

أعترف أنني – أو ربما هي أيضا متخفيةً في وجهي – استطعتُ أن أرسم ببلاهةٍ خطة الهروب من الجحيم بعد ذنب القتل

العمد.

أعترف أنني أصبح في تلك اللحظات من الداخل جوفاء ومن الخارج موجوعة الظهر جدا..

الواقع أيضا أنني اصبحتُ في آخر حوار بيننا غير قادرة على احتمال لعبها المستمر بي وبمن حولي بدعوى أنها أنا.. قلت

لحبيبي في ذلك الحين أنها غيري. حاولت توعيته بهدوء فلم يسمع.. صرختُ فيه طالبة منه أن يتركها وإلا سأقتلها بيديّ..

أخبرته أنني أحبه..

وأنها تكرهه

قلت إنني أريد إسعاده غير أنها قاسية الأعين.. "ألا ترى؟"

أنا غيرها ! نحن اثنتان فلا تخلط بين تلك العنيفة وبيني، كل ذنبي أنني غفلت وهي تركب عنقي وتسوقني نحو الدمار الشامل !

يحاول إيقاظي هو من غفوة يظنني أعوم داخلها.

"أنت واحدة يا حبيتي وأنا أحبّكِ! ماذا بكِ؟ !".. يقول.



مشكلة:

لا يفهم !


2 comments:

هدى said...

طيب ,,,

هو أنا يدوب لسه خارجة من هذه المرحلة ,,, لسه يدوب من قد شوية صغيرين

كنت بمر بذات الإنشطار,, دمرت جزء كبير من البنت اللي كنتها وتكت المساحة للأخرى لتضع تفسيراتها غير المنطقية على كل شيء يصدر مني أو من حولي ,, تحولت لفجأة لشخصية تعاني عقدة اضطهاد ,,

وللحقيقة والحق ,, لم أكن أمنحه فرصة للفهم ولم أمنح نفسي فرصة ليقتل لي هواجسي,,,

وللنصيحة لم يكن من الممكن أن أتجاوز ذلك سوى بنفسي ,, أن أرى الصورة الحقيقة أن يأخذني الحنين لما كنته لعالمي,, لناسي ,,

مررت بوقت عصيب - وحدي- لكن خرجت قادرة على التواصل مع الجميع بداية من نفسي التي تصالحت معها ,, ومعه,, ومع كل من هم حولي

استعدت دنيتي

,,,

شدي حيلك,,, انتي كمان ,,, هتقدري

رانيا منصور said...

بحاول جدا :)
وربنا بيعين يا صديقتي

..