Thursday, September 3, 2009

يصنعُ لي فانوسًا أخضرَ




مُلوَّنٌ كأوراقِ السماء
شاهقُ البَياضِ كالنعام
مبتهجٌ كعادتِه
وأنا..
كعادتي أيضًا
منزويةٌ في فرْحي وضيقي على السواء
كقشّةٍ
تجلس تحت جَناح مائدة الطعام
-خشيةَ أن تُرَى-
لا أحدَ يُبصرُ رغباتي المتناثرةَ على جدارِ وجهي
لامتلاكِ فانوسٍ نُحاسيّ

فانوسٌ
قادرٌ على جذبِ فتيلِ القلوب
لا أحدَ يُقدّر كِبرَ سنِّي
انكسارَ عدساتي المستطيلة
ذرّاتِ روحي القابلةِ للانشطارِ
آمالي القِزمة
جدًا
وعلاماتِ كراساتي القديمة
المادحة للفتاة..
الصغيرة
الجميلة
القديمة

لا أحد يلحظني كل عامٍ أكبُرُ
والباقي منِّي يستتر خجلًا
كل عامٍ..
خالتي تكمل لأنفاسها
-ولنا-
أركانَ الحياة
بالشرائطِ الشفافةِ الناقلةِ لعدوى النوم
بعروسةٍ جديدةٍ تأتي
بلفّة قمر الدين تأتي
بقرصةِ حُبٍ تأتي
وترحل
ويرحلُ موسم الفانوس المضيء
-المُطفَأ-
وأنا أنتظرُ بركنِ الشارعِ الصديء
الفانوسَ الجديدَ
ذلك الذي امتلكتْه أميراتُ الحكايا المتعرِّقَة

أنا..
آخرُ أميراتِ المَدار الأسود
أُولاهن تَعلّقًا بسحاباتِ البكاء
أكثرهن سيرًا على عينيها
في سبيلِ نهاية غير سيئةٍ
- على الأقل-
مثلهن!

في العامِ الماضي
كان المالُ يتهرّبُ
كفراشاتِ البحر
وكنتَ منشغلًا بفيزياء الشقة الملوّنة
عُمَّال الأثاثِ الثائرين على زهدِ نيوتن في تفاحةِ الحياة
أخبارِ من أحبَّ قبلكَ
وبي
كنتَ منشغلًا بي
- عن خيوطي المشغولةِ حولي-
والفانوس السنويُّ
"لا ينتظر أحداً"

يا حبيبي
أعرف أنكَ ريشةُ يمامةٍ أمٍ
تعشق

ترُوح لتطعمني انطلاقكَ
وتعودُ بقبضةِ هواءٍ تُطيِّر حشراتِ العُش
وتُنعشني
وتعرفُ
أنني شمعةُ الفانوسِ النحاسيِّ الواحدةِ
وحدكَ تعرف ذلك
والجميع يبحثن عن الشمعةِ
-عني-
ولا يعرفن أنني هي
"فاحمد الله أنني لك"

في العام الماضي
لم يستطعْ قلبكَ أن يخلقَ لشمعتكَ بيتها
الممتلئ بالزجاجِ والبلاستيكِ على غير هدى
الملوَّنِ بكفِّ طفلٍ شرِهٍ لجمعِ الفراشات
بفراغاتٍ مرسومةٍ
وضياءاتٍ تنتزعُ من جَنبِكَ مرارة صوتي وهو يتمزق
ووجاهة الليل القاتمة
ولم يأت الفانوسُ/ البيت
ووعدتني بآخر في الدورةِ المقبلة
وعاد أيامُ السخرية مِنِّي ومنك ومن خالتي
والورق يُسخَطُ بين أيدينا معادنَ
وبكَ وحدكَ معي/
وبي وحديَ معك

هذا العام أطول من بالِكَ
أوضح من كُحل الشمس
وأجرأ من النمل المثابر
هذا العام
تصنعُ لي فانوسًا
من كارتونٍ أبيض
ترتفع كفّه لتلعق إصبع السماء الحقيقية
وتنفتح فجواته الورقية عن جهدكَ المتعرقِ زهدا
وتستعدُ ذراعاي لاحتضانه
فقط..
حين تنفخ فيه من روحك

..

ِِ

11 comments:

عالمى ازرق said...

كل عام وانتِ رائعه
متألقه بكلماتك الغير مألوفة
والتى ترحل بى داخل عوالم اخرى ظننت انها لم تعد هنا

دمتِ بخير

Anonymous said...

مدونة رائعه جدا

ارجو الاشتراك معنا في مسابقة شاعر المنتدى

فكتاباتك رائعه

http://www.mdenaa.com/vb/showthread.php?p=150866#post150866

Camellia Hussein said...

جميلة أوي بجد
أنا قريتها أول ما نزلتيها بس مش عارفة اعلق، الأحلام اللي بتيجي في وقتها وبتيجي صح أوي وأحلي واكثر ابهارا من تخيلنا
تستحق التسجيل بالجمال ده:)
حضن جامد جدا:)
بي .اس: حلو التصميم الجديد بتاع البلؤ:)
أحلي كمان م الاولاني، الرسمة اللي ورا دي بتاعة نهي صح؟؟؟

نهى جمال said...

نهى ملهاش دعوة خالص بالرسمة يا كيمي :)
...

أنا..
آخرُ أميراتِ المَدار الأسود
أُولاهن تَعلّقًا بسحاباتِ البكاء
أكثرهن سيرًا على عينيها
.
.

ترتفع كفّه لتلعق إصبع السماء الحقيقية
وتنفتح فجواته الورقية عن جهدكَ المتعرقِ زهدا
وتستعدُ ذراعاي لاحتضانه
فقط..
حين تنفخ فيه من روحك

ومن غير كلام إنت عارفه رأيي دايماً
وحشاني :)

نهى جمال said...

و غالباً الرسمة لدنيا

قولي أه :D

رانيا منصور said...

عالمكِ أزرق..

موجودة يا بنتي وهذا ما يعذبها في ذلك الكون المغلق !

ودمتِ أطيب وأرق

رانيا منصور said...

محمد

شكرا لمشاركتك

مودتي :)

رانيا منصور said...

كيمو..

حلوة صحيح؟؟
كنت خايفة والله من الجنان بتاعي!

وتؤ.. الرسوم مش بتاعة نونا حبيبتي :P
ووحشينني يا فتيات !

رانيا منصور said...

نونا

وحشاني بغبااااااااااء !
..
الرسمة مش بتاعة دنيا يا عيال!
لقد تم تبنّي بعض فتيات النت التائهات

كانوا مرميّين على أحد نواصي جوجل !
وعجبوني
فكروني بيا :)))

د. محمد رضا said...

رائع يا رانيه

مذهله

احسست معك ووقفت في حجرتك

تحياتي لروحك الهائمة

رانيا منصور said...

د. محمد

شاكرة مرورك ورأيك
وسعيدة بهما :)

مودتي ،،