Tuesday, January 26, 2010

عَوْدةٌ باتجاهِ الوَسَط.. كنعناعة

سأعود..

..

كل الأمر برهة
وأعود
أنا أسمع وأحس بكل شيء
لست عائمةً على وجه الغيبوبة
ولا غرستُ في طبقةٍ سميكة من السمن
أنا أتنفسُ
لكن..
ببطء
لستُ ثابتةً كما يتهيّأ لكم
أنا أتحرك
-داخلي-
كالجبال
أتنفسُ كالأرض
وأعود فرِحةً بلقائي
وسيري السريع
تجاهي
-دون أن تلحظوني-


أنا خفيفة جدًا
لدرجة أنكم لا ترون لهاثي من الجري
أنا داخلي
في سُترةٍ من عيونكم المُحبَّة
- والحسودة أحيانًا-
أعبر الجسور المشدودة بين أنفاسكم
أتكثَّف كالسحاب
لأَخرُجَ من ضلوعي أقوى


سأعود كنعناعةٍ
لم تجفّ
إلمسوها فقط
تنجون من أضحوكة الفهم الخاطئ
فقط..
لا تنظروا لأوراقي
امتصّتْ الشمسُ ماءها
لكنّ داخلي مطر بريء
يبلل جفافي بريقه
ويسحب نضارتي للخارج رويدًا
الغريب أنه لا يصدّق أنه مطر!
يقول إن له اسمًا آخر
"رِزق"


أنا سأعود يا ناس الدنيا
يا مغرورين
تعتقدون أنكم عارفين بالأشياء
لا ترونني في مربّع الحياة
فتزيلون آثاري منه بسهولةٍ
تثير الأعصاب..
تحفرون لي زاوية في الخانة الأخرى التي تحفظونها جيدًا
"الموت"
أنا الآن في مرحلة اللا وجود
واللا غياب
يا مغرورين أنا لم أمتْ
أنا..
في طريقي للحياة مرة أخرى
الحياة كنعناعة
لا يمكنك التوهان عن عبيرها
..

6 comments:

Old Blogger said...

انا ممكن اكتفى بـ رائـــع

أسما عواد said...

نعناعة
كل سنة وانت نعناعة

رانيا منصور said...

ابتسام

رائع مرورك الجميل :)
..

رانيا منصور said...

أسما الجميلة

افتقدتكِ
ما أجمل تلك المعايدة !

شكرا لكِ..

tulio said...

أكثر من رائع
ملىء بالمعاني الجميلة

رانيا منصور said...

أحمد

سعيدة بمرورك وإعجابك بالنصوص :)
زرنا دايما :))

نوّرت المكان
..